عم يتساءلون؟
مقالة تصف بعض الآلام المصاحبة لشهر عاشوراء
عاشوراء


عم يتساءلون عن حزن لا ينقضي، والم تجدده الأيام، حكاية ذبيحة عجز الموت عن التقاط انفاسه ووقف حائرًا يتلفت أشبه بوقفة الذبيح
عمن أتحدث؟
عن فداء إسماعيل وعن وتر الله الموتور ووارث ادم ونوح عن سبط المصطفى ونجل الوصي المنتجب عن الحسين بن على (ع)
وتاهت العقول في معرفة هذه الشخصية العظيمة وتلك الملحمة التي كادت أن تسيخ لها السماوات وتندك لها الأرضين
هو خازن وحي الله فكيف احتملت الكتب أن تنقل تلك المصائب العظيمة التي ادمت قلوب العاشقين
وقد يتساءل البعض كيف يسود الحزن الأكوان وتطفئ زينة السماوات حين يهل هلال المحرم، فالحسين هو وحدة زينه السماوات فهو في السماء أعظم منه في الأرض، وحاولوا إطفاء تلك الزينة بدنسهم وبقي الحسين شامخًا منيرًا ما بقي الزمان
الم يأن لهذا الحزن أن ينتهي؟
وكيف تنتهي آلام المصاب ومازالت كربلاء تعج بالكرب والبلاء؟
عندما ضجت الأملاك والسماوات وما يرى وما لا يرى لما رأت سيد الجنان يضرب الأرض أن قر واستقري ولا تسيخي فالله شاء أن يراني غريب سليب تريب مخضبًا بدمي
وكان ضجيج السماوات أعظم من ضجيج الأرض حتى قال الله انظروا لذلك القائم به أنتقم لسيد الشهداء
وأكثر من ذلك؟
مهما ارتفع العزاء يبقى هناك عزاء مدخر ليوم لاريب فيه، يوم يقف الخلائق ينظرون ومن بينهم يخطو الذبيح وتنكشف عجائب تلك الملحمة التاريخية ويضج المحشر بالبكاء والعويل
تلك الدماء السائل كانت سببًا
لبقاء الدين وحفظ الإنسانية من السقوط في الحضيض، فتلك الساعة التي حددت بقاء الإسلام وابقت الأرض والسماء، فأصبح الحسين سفينة النجاة ومصباح الهدى به اهتدت الخلاق واستمرت مسيرة الأيام تطفو على جراحات لا تنتهي
ولذا يجزع القلب ويتوق للقاء الموت حزنًا حين تعود أيام العزاء
فحي على البكاء والعزاء واستذكار الذبح العظيم