الموت الخادع(كتابة حرة 2)
كتابة حرة 2, سلسلة افكار حول موضوع اليأس والشعور بالجحيم نتيجة بعض تمارين الكتابة الحرة (هذه الكلمات لا تمت للواقع بصلة وهي مجرد افكار سبح بها خيالي)
كتابة حرة


إن الموت خدعة، فكرة راودتني: كيف يمكن أن يكون الموت خدعة؟
هذا ما شعرت به حين فكرت في الموت وكيف أن الإنسان يموت في حياته مرة واحدة.
ولكن لماذا أشعر بالموت في كل يوم وليلة؟ إن كان هو مرة واحدة، فهل أنا في كابوس لا ينتهي؟
وما أشجع هؤلاء حين يزعجهم تكرار الموت فيقدمون على خطوة جريئة بأن يسكتوا الموتات الصغرى ويذهبوا بأنفسهم إلى الموتة الأخيرة.
الأفكار حين تعصف تكون أشبه بإعصار ضخم لا يعرف له بداية أو نهاية، وأكون في وسطه لا أرى إلا بقايا أفكار تلطمني عن شمالي ويميني، فأَسقط.
وكل مرة أسقط بها أظن أنها النهاية، فتوقظني فكرة أسوأ، وتستمر هذه الأفكار بالقسوة. أعتقد أن هذا هو معنى الجحيم؛
لا يمكن للجحيم أن تكون معاناة أبدية فقط، فالإنسان يعتاد على كل الأمور، لكن الجحيم هي تلك المعاناة الأبدية ولكن بإضافة: في كل ساعة تزداد المعاناة وتصبح أكثر قسوة. فكلما اعتدت على الموت، تأتي ليلة أخرى أشد قسوة وأكثر ظلمة، فأموت موتة أشد من السابقة.
وهنا يعتقد الجميع أني أقاوم، أشبه بذلك الغريق حين يضرب البحر، فهو في الحقيقة لا يقاوم بل يعجل هلاكه. فقلت حينها: مالي ومال القتال؟
دع الرياح تجري بما تشتهي والموج يقودني إلى حيث ينتهي البحر. ومضت السنوات وعلمت أن الرياح لا تجري بل تدور، وأن البحر لا ينتهي فهو يدور ما دار القمر. أفكار مجنونة قد تكون ذات معنى أو فقدت المعنى، ولا أنسى أن فقدان المعنى هو أحد معاني الموت الصامت، حيث من يشعر به لا يعلم أنه انتقل إلى العالم الآخر.
ولكن قد تسأل: أين الحرية؟ وكيف سبيل النجاة من هذا الإعصار المستمر؟
دعني أخبرك عن أحد الحلول،
وهو ما أفعله الآن وما تفعله أنت: أن نكتب بأسلوب الكتابة الحرة ونجعل الأفكار تقاتل بعضها البعض على الورق بدلاً من جعل عقلي ساحة قتال.
والحل الآخر أن تقرأ وتشعر بمعاناة الآخرين، حينها ستكون معاناتك مفهومة أكثر.
وأتفهم إن كنت قد لا تريد عمل أي من هذه الحلول، فالإعصار قاسٍ والروح لا يمكنها الاستقرار في الجسد حين تموت مرارًا وتكرارًا.
استلقِ، اجعل الأفكار تأكل منك ما شاءت وتترك ما لا يعجبها. إن تركت شيئًا، فإنها ستترك الصالح منك، وإن لم تتركك، فأهلاً بك في الجحيم. والسلام